
عندما فتحت عينيها فى الصباح قررت ان تبدا يوما جديدا..يوما سعيدا..فهذا عيد ميلاد زوجها ..وقد رات ان تقدم له هدية جديدة محتلفة عن الهدايا المعتاده فى كل عام.رأت ان تقدم له زوجة جديدة محبة .. ودودا عطوفا
تسللت من السرير فى رفق... الى حجرة الصغار وايقظتهم فى هدوء واستجابت لمطالبهم العديدة فى حزم مغلف بالرقة..وفى دقائق كان الاطفال يودعونها فى طريقهم الى المدرسه بعد ان تناولوا طعام الافطار
..واستيقظ زوجها على رائحة حلوة ..رائحه القهوة التى يحبها..بن محروق
لقد نسى هذه الرائحه منذ زمن طويل.. فهى تقدم له القهوة بنا فاتحا وهو يقبل ذلك على مضض بدلا من مناقشة لا داعى لها ..فهى تحب البن فاتح وهو يحب البن محروق.. ورأيها هو الذى ينتصر فى النهاية دائما!
وتناول الزوج القهوة فى فراشه.
ودخن السيجارة الاولى _ذلك الصباح فى فراشه ايضا وتركت الزوجه رماد السيجارة يتناثر على السرير.
وقبل ان يغادر البيت وقفت الزوجة تودعه وقد اكتمل رواؤها
سألها ووجهه ينطق بالدهشة:0
هل ستخرجين اليوم؟
ابدا..0
وما سر هذه الزينة؟
احببت ان تكون صورتى الاخيرة فى زهنك ..مشرقه..
وكاد يصيبه الدوار فقال
هل تفكرين فى الانتحار؟
ربما..0
قالت بابتسامه:
ستنتحر الزوجة البغيضة التى تكرهها
واغلق الزوج باب الشقه من الداخل ..ورفض ان يغادر البيت وقال:0
لن اذهب للعمل اليوم..ساطلب اجازة عارضة للاحتفال بهذا العيد ..0
اى عيد؟؟
عيد ميلادنا.0
انه عيد ميلاد حبنا ..حبنا الجديد!0
هذه الصورة كلها ليست حقيقيه على الاطلاق0
لا يمكن ان تحدث الا فى احلامنا!0
فلا توجد زوجة تفكر بلا مناسبة فى ان تقدم نفسها كزوجة جديدة هدية لرجلها!0
ومن حسن حظ البشرية ان الزوجات لسن على هذه الصورة المشرقه والمثالية والخيالية
لم نسمع عن زوجة عرفت ان روجها العالم يهب حياته ليفتح نوافذ جديدة للتقدم البشرى فقالت له ان مكانى فى حياتك ياتى بعد العلم0
ولم نقرا عن زوجة استاذ ادركت ان حياة زوجها تتلخص وتتركز فى غرس الافكار فى عقول الجيل الجديد فتنازلت عن مكانها فى قلب زوجها للاجيال الصاعدة0
ولم نهتد الى زوجات الذين تشغلهم عمليات الخلق فى الفكر والفن ولم نجد واحدة منهن تفسح الطريق لنجاح زوجها 0
او ايقنت ان عمل زوجها ياخذ معظم وقته وانه يقتل نفسه فى سبيل هذا العمل وهى ترضى مخلصة ان تكون ارمل وزوجها على قيد الحياة ليدخل التاريخ!0
ان عدد الزوجات من هذا النوع قليل جدا
ولو ان الزوجات كن على هذه الدرجة من الرقة والعطف والايثار لتغير مصير العالم ولخلا من الابداع الفكرى والفنى وتصور كل زوج ان ياخذ عمره كله اجازة عارضة ليعيش كزوج0
ان كل رجل عنده جوع للتقدير0
لديه نهم للنجاح انه يريد ان يكون افضل من ابيه واخيه . انه يحاول يائسا ان يتفوق فى الرياضة والعمل..0
والمطلوب من الزوجة فى هذه الحالة ان تساعد زوجها على تركيز فكره فى عمله وان تؤمن ان مكانها فى قلب الزوج ياتى فى المكان الثانى0
مطلوب منها ان تضحى بنفسها على مذبح العمل والنجاح ومن حسن حظ البشرية ..مرة اخرى .ان الزوجة ترفض فكرة التضحية وتدخل فى صراع مع عمل زوجها 0
ان الرجل فى العمل يتخذ القرارات الكبيرة ولكن تريد الزوجه منه ان يتخذ القرارات الكبيرة فى العمل والصغيرة فى البيت0
ان يختار نوع الطعام..وان يطرد البواب ..وان يختار المكوجى..وان يقدر نوع التسريحة او الباروكه التى تضعها على شعرها لتغيظ بنت خالتها0
ولان الزوجة تملا راس زوجها بهذه التفاهات فانه يهرب للعمل ..يجرى اليه يندفع فيه فينسى نفسه وينسى انه زوج0
والزوجة تقول :0
ان الرجل انانى ..لماذا تزوجنى ما دام يريد ان ينجح؟
والجواب...0
ان كل الزوجات يعلمن هذه الحقيقة منذ عهد حواء ولكنهن يقبلن على الزواج ويطاردن الرجل حتى يقف بجوارهن امام الماذون ..وبعد الزواج بايام تصرخ كل زوجة..لان رجلها لا يقدم لها دليلا على حبه0
فاذا عمل ليجمع لها هدية او مالا تقول: اريدك انت..0
واذا لم يجمع شيئا قالت له:0
بص شوف اخوك وابن خالتك والرجالة بيعملوا ايه0
انها اى الزوجة وكل زوجة حائرة لا تعرف:0
هل تريد زوجا تتكلم معه؟!0
او
تريد زوجا تتكلم عنه؟؟؟!!0ا